الشاعر الكردي أحمد خاني Ehmedê Xanî من مواليد كوردستان-تركيا عام 1650 وعاش حياة حافلة امتدت إلى 56 عاماً حتى عام 1706
واحد من علماء الأكراد ، ألف ديوان شعر باللغة الكردية دون فيه قصة مم و زين ، إلى جانب براعته في علوم الفقه .
إضافة إلى الفلسفة والتصوف والأدب .
الشاعر الكردي أحمد خاني Ehmedê Xanî
تدور أحداث القصة في مدينة بیازيد، الي تقع في منطقة ھكاري بمدينة كردستان في تركیا .
وهي تقع بين الجبال الشاھقة ، المزروعة بالسندس والیاسمین، وبأشجار السنديان و الصنوبر والسنديان .
أحمد خاني طفل مشرد جديد ، يضاف إلى قائمة الفقراء الجائعين الطويلة . فقد ولد جائعاً معدماً عارياً كالفقراء .
لم يدون أحد تاريخ ميلاده ، فلا يوجد أحد يبالي بذلك فهو من أبناء الفقراء، لذلك فالاختلاف هو من ساد في تحديد ذلك اليوم .
لم يكن يعلم أن ذلك اليوم شهد حدثاً استثنائياً بقدوم طفل غير عادي، لم يعرف أحد سوف يغدو شاعراً كبيراً .
ولكن المؤرخون اتفقوا أنه ھو 1650 م .
تلقى خاني علومه الإبتدائیة في الكتاتیب، و الجوامع كغیره من أبناء عصره، على أيدي الشيوخ الذين عاشوا في زمانه .
ثم في درس مدارس المدن الكبیرة، مثل: تبريز وبدلیس، وهناك ظهرت علامات النبوغ مبكرة عليه، ولك يكن أكبر من 14 عاماً .
زار مدنا كثیرة سعیاً وراء العلم، وتجول فیھا، وأقام فيها زمناً، مثل: الآستانة، اسطانبول، و دمشق . و زار أيضاً مصر .
هذه الزيارات والتجوال مكنه من الاطلاع على علوم عصره ، فجمع الكثير منها ، الأدب والشعر ، و الفقه والتصوف .
إلى جانب معرفته في العلوم الدينية ، و الأدبية ، و الفلسفية . لذلك ذاعت شهرته و انتشرت .
كردستان والصراع المحموم:
كانت كردستان في ذلك الوقت منطقة صراع بین الدولة العثمانیة، والدولة الصفوية، فانقسمت بينهما بعد معركة جالديران عام 1514 م.
حاولت كلتا الدولتين ضم الإمارات الكردية إليها . لذلك سفكت الدماء الكردية مراراً على الرغم من انه لم يكن للأكراد أي شأن وطني أو إنساني .
كانت خسارة الأكراد تقضي عليهم من الجهتين . وكان خاني يتأمل ھذا الوضع المتردي وينظر فيه من جميع الزوايا .
حاول أن يجد شيئاً يستحق أن تراق من أجله كل هذه الدماء، لكنه لم يجد، فكل ما يحدث لا يخص الأكراد بشيء .
كانت الطامة وضیاع البلاد هو ما يحدث فقط، ولعل ذلك الواقع المرير، و أحداثه هي ما صقلت تكوينه الفكري .
اللغات السائدة في تلك المنطقة هي: العربیة ، والتركیة ، والفارسیة بجانب اللغة الكردية فإنكب خاني علیھا جمیعاً .
اتقن خاني جميع تلك اللغات ، وعلم الأطفال مبادئ اللغة العربية والكردية . وألف قاموس “الربيع الجديد للصغار” وهو كردي-عربي .
قام أيضاً بفتح المدارس، وبدأ يتطوع للتعلیم فیھا دون مقابل مجسداً بذلك حبه للعلم والمعرفة .
وعلى رغم تمكنه من العربیة والفارسیة والتركیة، لكنه كتب مؤلفاته باللغة الكردية، لیؤكد مساھمة الأكراد في الحضارة الإنسانیة .
ألف خاني العديد من كتب الأدب الكردي خلفه، وما زال ديوانه ممي آلان و ممو زين ينتشر بين الآداب العالمية .
قضى معظم حياته في مسقط رأسه، وخرج منها لبعض الوقت فقط، وهناك توفي ودفن في مدينة بیازيد سنة 1708 م .