قبو سفالبارد الغريب في النرويج هو البنك الذي جهز لمواجهة كارثة نهاية العالم، فهو يحوي بذور النباتات المعروفة .
إذا كنت تعتقد أن مخاوف الغرب من حدوث كارثة خطيرة تؤدي إلى نهاية العالم مجرد دراما سينمائية فأنت مخطئ .
لابد أنك شاهدت العديد من أفلام هوليوود التي تتحدث عن نهاية البشرية لكن هذا في الواقع ما يعتقده الغرب فعلاً .
بالتأكيد لابد لمواجهة أي كارثة أن تكون هناك استعدادت مسبقة على أعلى المستويات للتغلب عليها وتجاوزها .
اقرأ أيضاً : أستريد لندجرين و قصة أشهر كاتبة سويدية في مجال أدب الطفل
قبو سفالبارد – قبو البذور
يعتبر قبو سفالبارد الواقع في جزيرة سبيتسبيرغن في النرويج البنك الآمن للبذور في حال حلت كارثة الأرض .
تقع تلك الجزيرة في أرخبيل سفالبارد القطبي، وهي جزيرة نائية تبعد عن القطب الشمالي مسافة 1300 كم .
أُنشأ هذا القبو من قبل العالم “كاري فاولر” وذلك بالتعاون مع المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية .
الهدف الرئيسي من إنشاء هذا القبو من أجل حفظ جميع الأنواع المختلفة من بذور النباتات في العالم .
تلك الأنواع هي عبارة عن نشخ للبذور الموجودة في “بنوك الجينات” حول العالم .
وظيفة قبو سفالبارد هو تأمين تلك البذور من الفقدان أو الضياع خلال أزمات عاليمة واسعة أو حتى إقليمية .
يتم إدارة القبو طبقاً لاتفاقية دولية تم توقيعها بين الحكومة النرويجية و شركة ترست العالمية .
يرجع السبب في ذلك إلى تنوع المحاصيل ، وتركز الموارد الوراثية الشمالي .
بلغت تكلفة إنشاء قبو سفالبارد حوالي 9 مليون دولار قامت الحكومة النرويجية بتحمل هذه النفقات .
هناك أيضاً بعض المنطمات العالمية تأخذ على عاتقها مهمة توفير البذور مثل: منطمة بيل وميلندا غيتس .
بداية إنشاء القبو
وُضع حجر الأساس لهذا المبنى الضخم في 19 يونيو (6) 2006 م من قبل روساء وزراء النرويج والسويد .
إضافة إلى فنلندا، الدنمارك، وأيسلندا . وقد تم افتتاحه رسمياً بعد عامين في 26 فبراير (2) 2008 م .
يمتد القبو لمسافة كبيرة تبلغ 120 متر ، ويقع داخل جبل من الجبل الرملي، ويتمتع بنظام أمني آلي .
ويرتفع مكان القبو مسافة 130 متر فوق سطح البحر ، وبذلك يكون آمناً في حال حدوث أي ذوبان للثلوج .
يحتوي قبو سفالبارد على وحدة تبريد إضافية تعمل بالفحم الذي يتم استخراجه من نفس المنطقة .
تقوم هذه الوحدة بإعطاء البذور برودة إضافية تصل إلى 18 درجة تحت الصفر .
تكمن أهمية هذه الوحدة الإضافية أنها تحفظ بذور النباتات لعدة أسابيع في حال توقف وحدة التبريد عن العمل .
هذه الوحدة تساعد على إعطاء مهلة زمنية طويلة نسبياً قبل أن تصل درجة حرارة القبو إلى الدرجة المحيطة به، وتبلغ 3 تحت الصفر .
كما ذكرنا سابقاً، يقع قبو سفالبارد في جزيرة سبيتسبيرغن النرويجية وذلك بسبب عدم احتواءه على تحركات للقشرة الأرضية .
إلى جانب بعد هذا المكان عن أي صراعات أو حروب قد يشهدها العالم في السنوات القادمة .
إضافة إلى إحتواءها على التربة الصقيعية ، وهي تربة تساعد على حفظ البذور .
سفينة نوح
يمكن تشبيه هذا القبو بسفينة نوح لكنها خاصة بحفظ الثروة الزراعية المعروفة على سطح الأرض .
يمكن للقبو أن يحفظ بذور النباتات لمئات الأعوام ، وهي بذور لغالبية المحاصيل الرئيسية على الكوكب .
تم استخدام طريقة خاصة لحفظ البذور تصل في بعض الأنواع إلى آلاف السنين .
حالياً ، استطاع القبو أن يحفظ 1.5 مليون عينة من محاصيل زراعية مختلفة ، يمثل هذا العدد ثلث قدرة القبو .
فهو يستطيع أن يحتفظ بحوالي 4.5 مليون عينة ، والوصول إلى هذا العدد الضخم يعتمد على حجم الدول المشاركة .
تظهر أهمية القبو في أنه يمثل شبكة أمان تستطيع الصمود في وجه الحوادث اتي قد تتسب في فقدان اليذور من البنوك الجينية .
في حال دمر أحد البنوك الجينية في العالم نتيجة حرب أو كارثة ، أو حدثت ظروف حالت دون الوصول إليه فإن القبو يكون احتياطي استراتيجي لما فقد من البذور .
الجدير في الذكر أن عدد البنوك الجينية الموجودة في العالم -حسب مجلة الإيكونوميست- يصل إلى 1750 بنك .